-A +A
عبدالله عمر خياط
.. في عصر يوم اشتدت فيه الريح لدرجة لا تتمكن من رؤية الأشياء على حقيقتها أفضل أخي الدكتور عبدالله يحيى بخاري بالوصول لمنزلي لإهدائي كتابه:

الحياة في مدينة لا توجد


ولكن الأبواب الموصودة والنوافذ المغلقة لم تمكنني من استقبال سعادته ليس امتناعاً مني ولكن كرماً من سعادته لأنه لم يشأ أن يعرضني للغبار فترك الكتاب عند ابني المهندس زهير مع التحية وبالأحرف الكريمة التي سطرها على الغلاف الداخلي ونصها: «إلى أخي الغالي أبو زهير الأستاذ عبد الله خياط (العمدة) حفظه الله.. مع أعطر التحية وأجمل التمنيات.. أخوكم/‏ عبدالله يحيى بخاري – مارس 2017م».

والواقع أن العمدة هو الدكتور بخاري بكونه عمدة قلب جدة.. وإضافة إلى ذلك فهو العميد لأنه المؤسس للكلية كما تقول ترجمة حياته بغلاف كتابه:

«قام بتدريس العمارة والتصميم العمراني في كل من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، وجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وساهم في تأسيس كلية تصاميم البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز، وكان أول رئيس لها. له العديد من الأبحاث المتخصصة في العمارة والتخطيط، وحاضر في العديد من المؤتمرات الدولية والندوات المتخصصة في العمارة والمدينة الإسلامية في المملكة العربية السعودية، وخارجها.

وله العديد من المقالات المتخصصة والاجتماعية، والأدبية، في بعض مجلات وصحف المملكة العربية السعودية، والمصرية، وغيرها.

عضو لعدة سنوات في اللجنة الاستشارية لمجلة «معمار» التي كانت تصدر في باريس برعاية مؤسسة الأغاخان. وعضو مجلس الشورى السعودية لثلاث دورات، ولمدة اثني عشر عاماً من 2001م إلى 2013م (1421-1434هـ).

والواقع أن محتوى الكتاب زهرة من الكلم الطيب الذي تفوح به عروس البحر على امتداد ليالي الشتاء والله مع سكانها وزائريها خلال أيام الصيف عندما يلتصق الثوب بالجسد ويتنفس البحر بما لا يطاق.

وفي المقدمة يقول الدكتور عبدالله: «أبطال هذه الحكايات ليسوا أفراداً، أو جماعات، بل هما أيضاً المكان.. والزمان.

حكايات عن زمن جميل مضى في أماكن رائعة، بقيت بعض ملامحها، وعبق رائحتها، رغم كل ما شاهدته من تغيرات.

هذه الحكايات هي تصوير وانعكاس لذلك الماضي الحميم، الذي كاد أن يندثر، بكل ما فيه من أحاسيس نقية، ومشاعر صافية، لتبقى ذكراه ما بقيت القلوب تنبض، ربما هي محاولة يائسة لنقل تلك الصور الباهتة إلى فكر وعاطفة من لم يسعده الحظ لمعاصرة ذلك الماضي الحنون، بل وربما هي مجرد تحايل على الزمن الذي لا يقهر، لابقاء مظاهر تلك الصور القديمة على قيد الحياة، في قلوب أجيال حرمت من ذلك الصفاء الذي كان يصبغ كل مظاهر الحياة البسيطة النقية، لتنتقل إلى عالم معاصر، تسوده الماديات ولهفة التملك، وزيف الأحاسيس».

كل التقدير لأخي الدكتور عبدالله بخاري على عشقه للمدينة الرائعة بتاريخها الجميل بشط البحر الأحمر، ويا عيني على البحر الأحمر ومن يعش على شفافي أمواجه.

السطر الأخير:

من شعر إيليا أبو ماضي:

النورُ مفروشٌ على طُرقاتِهَا والعطرُ في النَّسمات والأوفياء

aokhayat@yahoo.com